إننا محاطون بالمخاوف والحياة التي نعيشها يرافقها الخوف والتوجس منذ يومنا الأول فيها ونعيش فيها يوماً بعد يوم وما يتغير هو الأشياء التي نخافها، فنحن نكبر وتكبر مخاوفنا وتتغير وربما الأمر الذي يجب أن نفكر فيه ونعطيه من وقتنا هو لماذا نخاف؟
الخوف ربما يكون داخلنا أكثر مما هو موجود في الخارج، نعم هناك العديد من الأسباب للخوف
لكن كثير من الأشياء المخيفة ربما لا تكون مخيفة لولا أفكارنا وتخيلاتنا ومشاعرنا
عنها.
والخوف لدى الأطفال هو رد فعل طبيعي ينشأ في بعض المواقف. يُعرف الخوف بأنه شعور
قوي غير مريح ناتج عن احتمال وجود خطر. يمكن أن يُثير الخوف بسبب الأصوات العالية
المفاجئة، الأماكن الغريبة، والتجارب المؤلمة. تظهر علامات الخوف على وجوههم
وقد يصاحبه صراخ وهروب وتغييرات في تعابير الوجه أو حتى التبول اللاإرادي. ينتشر الخوف بين الأطفال
بسرعة. يساعد مقارنة مخاوفهم مع أقرانهم في تقييم مدى خوفهم. الخوف الطبيعي مفيد
لسلامتهم، ولكن الخوف المفرط والشديد قد يؤثر سلبًا على شخصيتهم
وسلوكهم.
أسباب الخوف:
الخوف عند الأطفال ينبع من مصادر متنوعة. تشمل هذه المصادر الخبرات السلبية التي يمر بها الطفل،
مثل التعرض لتجارب مؤلمة أو المخاوف الناجمة عن الحوادث والمواقف المخيفة. يمكن أن يُظهر الطفل خوفه عبر التصرفات والعلامات الوجهية، وقد يكون الخوف مرتبطًا بالأشخاص القريبين منه، حيث يتأثر بمخاوفهم ويقلدها. الطفل الحساس والضعيف النفسي والجسدي يمكن أن يكون أكثر عرضة للخوف. قد يستخدم الأطفال الخوف كوسيلة للتأثير على الآخرين والحصول على اهتمامهم. يمكن أن يزيد التركيز الزائد من الوالدين على خوف الطفل تطورها وتزيد من عدم الراحة لديه. يمكن أن تُظهر المخاوف المكتسبة عن طريق التقليد تطورًا طويل الأمد وتصعب معالجتها.
مخاوف الأطفال الأكثر شيوعاً:
مخاوف
الأطفال شائعة وقابلة للتجسُّد، تشعر العائلة بها بسهولة لأنها تُعبر عنها بوضوح.
من هذه المخاوف: الشرطي، الطبيب، المدرسة، الحيوانات، الظلام، طلقات المدفع، البرق، الأماكن العالية، الماء في حوض السباق أو البحر، النار، الثعابين، والحشرات. بعض الأطفال يخافون من السفر في القطار أو الباخرة لأول مرة، ويخشون الزحام والمرض والصعود إلى أماكن مرتفعة. يتجنب بعضهم لقاء الزوار في المواقف الاجتماعية.
أنواع الخوف:
أنواع الخوف تشمل الخوف الحقيقي المرتبط بأشياء خارجية مثل الظلام،
والخوف النزوعي المرتبط بالغرائز مثل الخوف المفرط من الانهيار والموت.
يمكن أن تكون درجة الخوف النزوعي
متفاوتة، وقد يصاحبه أعراض جسمية مثل القلق وتسارع نبضات القلب.
الفرق
بينهما هو في المصدر والدرجة، وقد لا يكونان مرضيين طالما كانا معقولين.
الخوف
الطبيعي يساعد على التنبه للخطر وحماية الفرد.
هناك
أنواع أخرى من الخوف المرضي مثل الخوف المفرط من القطط أو الناس أو البرق والرعد.
أعراض الخوف:
أعراض
الخوف تشمل ملامح الوجه مع عينين متسعتين وجبهة متجعدة وحاجبين مرتفعين.
وأيضاً
تغير لون البشرة ويتمثل في الانتقال من الوردي إلى الأصفر ثم الأزرق.
ويبدو الخوف أيضاً في حركات الجسم تصبح عشوائية ورتيبة، ويضعف الخائف حبسة الصوت
ويمكن
أن يصبح صوته مرتعشًا وغير مستقر.
ويعاني
من تغيرات في القلب والتنفس مع تدفق هرمون الأدرينالين بكثافة في الدم.
يمكن
أن تحدث هذه التغيرات في حالات الخوف الشديد.
الخوف من الحيوانات بشكل عام:
الخوف من الحيوانات هو خوف مشترك لدى معظم الأطفال ويتلاشى مع التقدم في العمر
وفهم طبيعة الحيوانات الأليفة.
ومع ذلك، يظل البعض يعاني من هذه المخاوف حتى
مرحلة النضج.
يخاف
الأطفال في سن ما قبل المدرسة من الحيوانات بما في ذلك القطط والكلاب، ويجب أن
يتعامل معهم بحذر ودعم.
يمكن تقليل هذا الخوف عن طريق تعويد الطفل على ملاطفة الحيوانات واطعامها تدريجيًا ومساعدته بالتدريج على التعامل معها.
كما يساعد التعامل مع الحيوانات ككائنات
ضعيفة وتقديم المساعدة والحب عليها على تعزيز العلاقة بين الطفل والحيوانات وتقليل
الخوف تدريجيًا.
الخوف من القطط Ailurophobia:
فوبيا القطط هو خوف غير منطقي من القطط، حيث يشعر الأشخاص المصابون بالفوبيا بالقلق عند رؤية القطط أو سماع صوتها. الخوف يمكن أن ينشأ من مشاهدة تفاعلات الخوف للآخرين تجاه القطط.
قد يؤثر هذا الخوف على النساء أكثر بسبب رؤية شخصيات النساء في البرامج والأفلام وهن يظهرن خوفهن من القطط. يُرتبط القطط بالسحر والشر لطبيعتها الجارحة، مما يسبب الفوبيا للبعض.
في بعض الثقافات، يُعتبر قتل أو إيذاء القطط
مُعاقبًا، مما يؤدي إلى ترسيخ الخوف في ذهن الأشخاص الذين يمرون بأزمات أو يكونون
منفعلين بشكل زائد.
أعراض الخوف من القطط Ailurophobia
:
خوف
القطط (Ailurophobia) يُظهر هجمات هلع عند
رؤية القطط ويجنب الأشخاص المصابون بها مواجهتها. تتضمن الأعراض الشائعة:
-
زيادة ضربات القلب والرعشة.
-
ألم في الصدر والغثيان.
-
اضطراب في التوازن والتنميل.
-
أفكار حول الموت والاختناق.
-
استجابة القتال أو الهروب من القطة.
-
محاولة تجنب القط بأي وسيلة حتى لو كانت غير آمنة.
قد
يتجنب المصاب بالخوف برامج التلفزيون أو الأماكن التي يوجد فيها قطط وتظهر ردود
فعل مختلفة للتجنب مثل حمل الوجبات لرميها على القطط.
أسباب الخوف من القطط Ailurophobia
تشمل
أسباب إصابة الشخص بالخوف المرضي من القطط ما يلي:
- الأحداث الصادمة الماضية: يمكن للأشخاص
الذين عانوا من تجربة صادمة مرتبطة بالقطط أن يتعرضوا للإصابة بالخوف المرضي من
القطط، على سبيل المثال، قد يكون القط هاجمك أو شخص تعرفه.
- القصص السلبية عن القطط: يرى بعض الناس
القطط كحاملين للشر، حيث يربطون القطط في العصور الوسطى ومحاكم سالم بالسحرة
والشيطان.
- التاريخ العائلي: يزداد خطر إصابتك
بالخوف المرضي من القطط إذا كان لديك قريب أو والدين يعانون من اضطراب فوبيا أو
اضطراب القلق.
- التقليد: يمكن أن يتسبب رؤية شخص مصاب
بالخوف المرضي من القطط أو الاستماع إلى شخص يتحدث عن خوفه من القطط في تكون نفس
الفوبيا لديك.
التعامل مع الخوف من القطط:
رهاب
القطط شائع جدًا ويجب التعامل معه في المنزل والمدرسة بشكل هام. يجب توعية الأهل
والمعلمين بالرهاب الحيواني بشكل عام ورهاب القطط بشكل خاص. يؤثر رهاب القطط سلبًا
على شخصية الأطفال ويمكن أن يتسبب في التنمر والسخرية منهم.
نصائح للعائلة للتعامل مع الطفل الذي يعاني الخوف من القطط:
- استمعوا لطفلكم.
- اسمحوا لطفلكم بالاعتراف بمخاوفه ومناقشتها.
- احترموا مخاوفه وتقبلوها دون الحكم عليه أو السخرية منه لأنها بالنـسبة له تعتـبر مخاوف حقيقية.
- التزموا بالهدوء والثبات لكي ترسم أمام الطفل نموذجاً لسلوك معارض للخوف والجزع ولا تنسوا أن كثيراً من مخاوف الأطفال تكتسب من خلال ملاحظة الكبار والاقتداء بهم.
- عالجوا كل خوف على حدة ولا تتوقع علاجاً لكل مخاوف الطفل في وقت واحد.
- تجنبوا التعريض المفاجئ أو الحاد أو المباغت للموضوعات المخيفة.
- عرضوا الطفل تدريجياً وفي خطوات صغيرة لموضوع خوفه.
- شجعوا سلوك الطفل الدال على أي نجاح يحققه في القضاء على مخاوفه.
- اجعلوا توقعاتك واضحة.
- كونوا صبورين ولا تدفعوا بالطفل دفعاً نحو الشيء الذي يخاف منه.
- بالطبع يمكنكم الاستعانة بالمرشد النفسي لمساعدتك ومساعدة طفلك فهو مدرب وخبير بشكل أكبر ويمكنه تقديم الدعم المناسب للطفل.
في الختام،
نجد أن رهاب القطط هو مشكلة شائعة، وتؤثر على العديد من الأطفال والشباب.
تحتاج
هذه الفئة من الأشخاص إلى دعم وتفهم من قِبَل العائلة والمدرسة للتغلب على مخاوفهم
والتخفيف من آثارها السلبية على حياتهم.
لذلك،
يعود الدور الحيوي للأهل والمعلمين في توعية الأطفال بالرهاب الحيواني بشكل عام
ورهاب القطط بشكل خاص، وتقديم الدعم والاحتواء النفسي لهم. كما يجب على المرشدين
النفسيين توفير العلاج والمشورة اللازمة للأطفال الذين يعانون من رهاب القطط بطرق
سلوكية فعالة واهتمام شخصي.
ننصح
الأهل بالاستماع إلى أطفالهم وتقديم الدعم العاطفي والتشجيع لهم لتجاوز هذه
المخاوف. بالعمل المشترك والتوعية الصحيحة، يمكن للأطفال التغلب على رهاب القطط
وتحسين نوعية حياتهم وثقتهم في أنفسهم.
أخيرًا،
يعد التفهم والتعاطف مع الأطفال المصابين برهاب القطط مهمًا لبناء علاقة مؤثرة
وداعمة، تمكنهم من التغلب على هذه الصعوبة واكتساب الثقة في تحقيق تطورهم ونموهم
الشخصي بثقة وسعادة.
ماهر دعبول
المراجع والمصادر:
- عبدالعزيز، 2006، مخاوف الطفل مكتبة الأنجلو المصرية، مصر.
- ابراهيم، عبدالستار، الدخيل، عبد العزيز، ابراهيم، رضوى، 2003، العلاج السلوكي للطفل والمراهق، دار العلوم للنشر والتوزيع، السعودية، ط2.
- كوستي، مارينا، 2020، رهاب المدرسة، مكتبة الأنجلو المصرية، مصر.
- الفوال، محمد خير، 2006، ثقافة الخوف، جامعة دمشق، كلية التربية، سوريا.
- ملو العين، بشيرة، 2015، أسرار الخوف عند الأطفال الأسباب العلاج، دار أمجد للنشر والتوزيع، الأردن
- القرا، محمد، 2021، الخوف والابتزاز والعنف عند الأطفال، دار المعتز للنشر والتوزيع، الأردن.
- الحسين، خضر، 2017، فعالية الإرشاد السلوكي التدعيمي في خفض المخاوف النوعية لدى عينة من الأطفال، جامعة دمشق كلية التربية، سوريا.