القراءة الإبداعية | ماهر دعبول

 



نحو قارئ مختلف


"القراءة الإبداعية"


عندما كنا أطفال ننظر للأشجار وهي شامخة باسطة فوق الثرى ممتدة بشعاب مسنمة مخضرة تسر عيوننا وعيون الناظرين أجمعين، كل يوم ونحن نراها لم يخطر في بالنا أن لهذه الشجرة جذور كبيرة وكثيرة تمتد تحت التراب وأن هذه الشجرة الخضراء تتنفس بطريقة ما.

كنا نعتبرها جماداً ومع الوقت ومع استدامة النظر والقراءة والحصول على المعارف أدركنا الكثير من الأمور التي كنا نجهلها بسبب اعتمادنا على السطح وعدم الغوص في أعماق الأمور.

وهذا اليوم موضوعنا القارئ المبدع وهو القارئ المستقرأ الذي لا يكتفي بمظهر الكتاب وظاهر الكلام فهو القارئ الباحث الذي يدرك أن الحصول على المعرفة هو جهد البحث عنها وليس تناولها جاهزة كوجبة سريعة من الورق.

القراءة هي الكلمة التي تشير بمعناها الحقيقي لفهم النصوص والمقاطع اللغوية ونقدها وفهم الغايات والمكنونات المتخفية خلف ظواهر النصوص والغوص في بواطن الحرف.

لذلك يجب علينا أن نعطي أفئدتنا تلك الفسحة من التفكر والتدبر في الكتب التي نقرأها ونخضع المعارف لشكيتنا ونقدنا وننتقل من هذه المرحلة لمرحلة من التسخير التي نسخر فيها المعارف لتكون سيغة للتطبيق والاستخدام على المستوى الشخص والعلمي والمجتمعي.

فالقراءة الإبداعية هي القراءة التي تحفز القارئ نحو الحصول على المعلومة واكتسابها واستغلالها ومحاولة الحصول على كم أكبر من المعلومات المرتبط بنفس السياق، ويربط القارئ المعلومة بسلوكيات معينة ذات صلة.

وإن أهم مكونات القراءة الإبداعية هي:

1.         الدقة: فالقارئ يعنى باختيار الكتب القيمة والثمينة وكما يحاول دوماً البحث عن المعلومة داخل الكتاب وخارجه.

2.         الشكية: لولا الشك لما وصلنا للمعرفة، الشك هو الطريق الأفضل نحو الحصول على الجديد فيجب على القارئ عند قراءة الكتب عدم التسليم برأي الكاتب بل الشك به والبحث عن المعلومات والمصادر والتفكير بصدق المعلومات المذكورة وجدليتها.

3.         التفاعل: القارئ المبدع هو قارئ متفاعل، يقرأ المعلومة ويتفاعل معها، فعندما يقرأ رواية تاريخية ينطلق معها برحلة بحث فهو أيضا يقرأ كتب ويستمع لمحاضرات ويشاهد أفلام وثائقية عن نفس مرحلة الرواية كي يحصل خلال قراءتها الرواية عن معلومات المرتبطة بهذه المرحلة فينال المتعة والفائدة.


فوائد القراءة الإبداعية:

1.         خلق فهم واستيعاب أفضل للمعلومات.

2.         تطوير الفكر الناقد.

3.         تطوير القدرات الذهنية.

4.         توليد أفكار جديدة.

5.         تطوير وبناء سلوكيات جديدة.

سمات القارئ المبدع:

•           يتمتع بمهارات التفكير الناقد.

•           لديه مهارات الاستقراء والاستدلال.

•           صاحب فكر مجدد متجدد.

•           التمكن العلمي والمعرفي.

5 خطوات لقراءة إبداعية:

أولاً: الاستعداد:

حدد الهدف من القراءة.

خذ لمحة عن الكتاب وموضوعه.

اقرأ بعض الآراء عن الكتاب.

حضر أدواتك الخاصة بالقراءة والطقس الخاص بك.

ثانياً: البحث الأولي.

•           الاطلاع على الهيكل البنائي للكتاب

•           طريقة تنظيمه وما يتضمنه من جداول ورسوم وملخصات...

•           ركز على العناوين الرئيسية والمقدمات والنهايات.

•           تثقف حول السياق العام المرتبط بالكتاب.

•           اقرأ عن الكاتب والخلفية الخاصة به.

•           تثقف عن المفاهيم الغير واضحة في الكتاب (مصطلحات).

ثالثاً: القراءة النقدية:

•           اقرأ قراءة متمعنة وحاول أن تفهم كل ما يكتب وتوازنه.

•           سجل ملاحظاتك في دفترك الخاص حول الكتاب.

•           ابحث عن معاني الأشياء التي لم تفهمها.

•           قيم الأسلوب وطريقة عرض المعلومات.

•           انتبه للمراجع ومصادر المعلومات المقتبسة.

رابعاً: الاستقراء والاستدلال:

•           قم بوضع المعلومات والملاحظات وقارنها مع واستخدم وسائل الاستدلال والاستنتاج للوصول لخلاصة الكتاب.

•           مراجعة هدفك في قراءة الكتاب وهل تحقق.

•           التركيز على الوصول لمعلومات جديدة تعزز سلوكك القادم

•           تقييم الكاتب وتحديد إذا ما كنا بحاجة لقراءة كتاب آخر في نفس السياق.

خامساً: القرارات:

خذ قرارك الإبداعي بعد وصولك للهدف المعرفي من القراءة واتخذ سلوكاً محدد بخطتك.

الآن ابدأ وانظر للكتب والقراءة بطريقة مختلفة، وبشكل أكثر ابداعية وأكثر تفاعل وسخر القراءة لتكون شعلة نحو حياة أفضل للفرد والمجتمع، لكً ولنا.

ماهر دعبول

إرسال تعليق

أحدث أقدم