لم يكن عابراً مرورك ولم نكن لننسى.
لا أدري هل أنت حيٌ أم حي؟
مرت الأيام وتحركت عقارب الزمن في كل مكان إلا عندك توقفت الساعة، ربما تعطلت أو سرقت!
طال الانتظار وتغير كل شيء، فالأطفال الذين غادرتهم يلعبون وينتظروك بلهفة كلما حللت أصبحوا شباناً ربما لن تعرفهم اليوم.
الأستاذ عبد الرحمن عبد الرزاق
تأخرت علينا أو تأخرنا عنك، نعتذر لم يكن في وسعنا أن نفعل شيء.
اعُتقلت، سٌجنت، سُرقت منا، خُطفت منذ عشرة أعوام وأنت النقي والصادق واللطيف.
يا أستاذ عبد الرحمن يامن تذوق الحكمة وعرف الأدب وطبع في الأجيال الخير والجمال.
الأماكن تغيرت ونحن تغيرنا وبقيت صورك تتوسط قلب كل من عرفك، مازلنا نحبس الدموع ونضع في العيون ملح الشوق كلما مررت في حديث أو دعوة خرجت من صدر متعب.
أنت يا مدرس الكلمات من ينظم لك قصيدة؟
كلما أمسكت قلماً محاولاً الكتابة عنك أو لك ، كنت أهرب من أحزاني وآلامي وأهرب من الكتابة.
تأخرت عنك كثيراً، عشرة أعوام، لكن تعبت الهرب.
وها أنا أكتب يا صديق اللغة العربية، فهل أتيت وصوبت لي عثراتي؟
لا أعرف ما نفع الكتابة وأنت بين جدران السجن ولا أعرف متى ستقرأ ولكن ما أعرفه أن الليل عندك طويلٌ ومظلمٌ وقاسيٌ وأن يد السجان نجسة خسيسة.
تمنيت لو أني أضئت لك شمعة وتمنينا جميعاً لو استطعنا أن نحلصك من ظلم وبرد وقسوة السجن.
أريد أن أخبرك أن الدعوة تسابق الدعوة علها تكون بلسماً لك.
لم تكن إلا بطلاُ...
أنت حر رغم قيودد وللكلام بقية..
نحن بانتظارك أينما كنت وكيفما كنت.
نحن بانتظارك...
أيها الجميل خالي عبد الرحمن عبد الرزاق..
في النهاية،الحرية لك والسلام لك ولكل المعتقلين والمغيبين في السجون وكل الأمنيات بوطن عطوف، رحيم لا يظلم أبناءه الطيبين أمثالك.
بقلم: ماهر دعبول