كيف أتعامل مع متاعبي ومشاكلي؟
قد نجد أنفسنا وكأننا في متاهة لا نعرف القرار
الصحيح ولا نعرف كيف نتخلص من المعاناة والمشاكل التي تواجهنا، نجد أنفسنا وكأننا
أمام طريق غطاه الضباب، فتتعذر الرؤية ويتعذر المضي قدماً، ونظل عالقين في متاهة
التعب، ربما نرهق بسبب حياتنا الشخصية، من مشاكل واجهتنا أو من طموحات لم نبلغها
أو فقد أتعبنا وربما نتوه بسبب مشاكل في العمل أو مشاكل في دراستنا وكثيرة هي
المشاكل التي لا نعرف كيف نخرج منها وربما وفي بعض الأحيان لا ندرك ما هي المشكلة
وما الذي يتعبنا.
بعض مشاكلنا ربما تأتي من الخارج، من بيئتنا، من
ظروفنا، ربما تكون مشاكلنا بسبب ظروف مالية أو اقتصادية معينة أو مشاكل اجتماعية
مع بعض الأشخاص وربما تكون معاناتنا بسبب ضغوط العمل والدراسة وعدم قدرتنا على
التعامل معها.
وقد تكون مشاكلنا داخلنا، بسبب مشاعر الحزن
والألم التي لا تتركنا أو بسبب مخاوفنا التي لا نستطيع الإفلات عنها وربما من
شعورنا بالذنب أو النقص أو قلة التقدير.
كثيرة هي المصاعب حولنا وفي كثير من الأحيان تكون
مشاكلنا مزيج بين عوامل متعددة نفسية واجتماعية وبيئية واقتصادية ومهنية والأخطر
عندما لا نستطيع معرفة مشاكلنا أحياناً.
الخطوة الأهم في التعامل مع أي مشكلة هي الاعتراف بوجودها.
في البداية يجب أن ندرك أن أفكارنا وتصوراتنا عن
الأشياء حولنا وعن أنفسنا هي أمر مهم في التخفيف من المعاناة، يجب أن نمعن التفكير
في صورتنا عن ذاتنا وفي هويتنا وفي الأشياء حولنا وأن ننظر لمتاعبنا بشكل دقيق
بحيث نزيل عنها الضباب ونراها واضحة جلية، ونفهم أسباب مشاكلنا والحلول المتاحة.
وبعد أن نحدد مشكلتنا ونعرف أسبابها والحلول
والمتاحة أمامنا، يجب أن نختار أفضل الحلول وأن نبدأ بتطبيق الحل ونقيم هل تم حل
المشكلة وهل نحن راضين عن الحل.
مشاكلنا مختلفة وقد تكون أكثر تعقيداً، ولكن
دعونا نضع خطوط عريضة للتعامل مع مشكلنا الشخصية.
خطوات حل مشاكلنا:
الخطوة الأولى: معرفة
نفسي:
إن معرفة أنفسنا عامل حاسم في صحتنا النفسة وفي
الطمأنينة التي تعد أهم ما يملكه الإنسان لذلك يجب أن نعرف ونسأل أنفسنا لندرك من
نكون وما هي طبيعة مشاعرنا وأفكارنا وأهدافنا وغاياتنا ونقاط القوة والضعف لدينا.
الخطوة الثانية: تحديد
المشكلة:
يجب أن نحدد المشكلة التي تواجهنا وأن نبحث لندرك
أبعاد المشكلة وهذا يتطلب منا أن نجيب على عدة أسئلة:
ما هي المشكلة؟
متى بدأت تحصل؟
كيف أثرت هذه المشكلة على حياتي؟
ماذا أشعر حيال هذه المشكلة؟
الخطوة الثالثة: البحث
عن أسباب المشكلة:
إن معرفة أسباب مشاكلنا هو عامل حاسم في حلها،
فمعرفة سبب المشكلة سيوفر لنا رؤية جيدة لوضع خارطة حلول تعالج المشكلة وتتعامل مع
مسببات هذه المشكلة لذلك.
لذلك لابد من تحديد مسببات المشاكل وما يقف وراء
هذه المتاعب التي تواجهنا وهنا نحن نبحث عن أسباب منطقية، حقيقية وليس أسباب وهمية
قد نخترعها نحن.
الخطوة الرابعة: البحث
عن الحلول:
بالطبع هناك حلول وهناك خيارات متاحة للتعامل مع
مشاكلنا ويجب البحث على قائمة بالحلول ويمكننا الحصول على الحلول ممن خلال تفكيرنا
المنطقي بحل المشكلة ومن تجاربنا أو باستشارة صديق أو مقرب وقد نبحث عن حلول من
خلال الانترنت أو تجارب الأخرين.
الخطوة الخامسة: اختيار
الحل الأفضل.
الآن لدينا قائمة بالحلول المحتملة لمشكلتنا
وعلينا اختيار حل واحد منها، لذلك يجب أن نضع ضمن قائمة الحلول الخاصة بنا النتائج
المترتبة على تطبيق كل حل ونقيس إمكانية التطبيق وفي النهاية اختيار الحل الأمثل.
الخطوة السادسة: تطبيق
الحل:
طبق الحل وابدأ بحل مشاكلك، اتخذ القرار الصحيح
وابدأ العمل، لا تؤجل، ابدأ وتخلص من مشاكلك بتطبيق الحل الذي اخترته.
الخطوة السابعة:
التقييم والمراجعة:
في هذه المرحلة اسأل نفسك هل تم حل المشكلة، هل تخلصت
من المعاناة وهل كل شيء على ما يرام؟
إذا كان الجواب "نعم"، فعليك أن تكون راضياً
لأنك تخلصت من المشكلة.
أما إذا كان الجواب "لا"، فعليك العودة
إلى قائمة الحلول، ربما اخترت حلاً غير مناسب وعليك تجربة حل جديد، وقد يكون عليك الاستعانة
بأحدهم وطلب استشارة.
متى أطلب المساعدة؟
يمكنك دائماً طلب المساعدة وطلب الاستشارة من الأخرين،
ولكن في بعض الأحيان قد تحتاج لمساعدة خاصة من أشخاص خبراء قادرين على تقديم دعم
غير اعتيادي ربما يعجز محيطك عن تقديمه.
مثلاً إذا كانت مشكلتك مهنية، يمكنك طلب مساعدة
من زميل أو من أحد الخبراء في مجالك أو من موظف الموارد البشرية وأي شخص تعتقد أنه
يملك خبرة كافية لتقديم يد العون.
وإذا كانت مشكلتك مرتبطة بالتعليم، يمكنك استشارة
معلمك أو الموجه التعليمي أو المرشد النفسي.
وإذا كانت مشكلتك نفسية وشخصية يمكنك الاستعانة
بالمرشد النفسي أو الطبيب النفسي.
من المهم أن ندرك أن وجود المشكلات في حياتنا أمر
طبيعي والمشكلات ستقابلنا في كل مراحل حياتنا ويجب أن نعمل على تطوير قدرتنا على
حل المشكلات والتعامل مع الصعوبات وأن نسعى بشكل حثيث للتعامل مع الصعوبات وعدم
ترك مشاكلنا دون حل وأن نفكر بشكل إيجابي نحو حياتنا وأسرتنا ومجتمعنا والأهم أن
نعتني بصحتنا النفسية وأن نحرص على تعزيز أنفسنا وأن نكون قادرين على التكيف مع حياتنا
وصعوباتها.
تذكروا، اعتنوا بأنفسكم دائماً.
بقلم: ماهر دعبول