فتحتُ الباب لأجد خلف الطاولة المكتبية موظفاً يحترق.
كان يعاني من فقد الاهتمام والحماس بالعمل وكأن الاحتراق منعه من النشاط وأتعبه بشكل مفرط وأدى الاحتراق إلى ضعف تركيزه، يشعر أحياناً بألم في المعدة والتهابات وهو يعاني صعوبات في النوم.
كل ذلك أدى إلى عدم الكفاءة في عمل.
والسؤال الأهم لِمَ كان يشتعل هذا الموظف خلف مكتبه و مع أن المكيف الهوائي يعمل خلفه ويوجد الكثير من المياه حوله ولكنه يحترق من الداخل، فلِمَ يحترق؟
أسباب الاحتراق الوظيفي:
- وجود فرق شاسع بين توقعات وظيفة المرء ومهاراته وقدراته والمعرفة التي لديه حيث يمتلك الموظف أحياناً قدرات وامكانات أقل من متطلبات الوظيفة مما يجبره على القيام بجهد أكبر مما يعرضه للإجهاد وقد يكون الموظف ذو خبرة تفوق الواجبات الخاصة بعمله مما قد يشعره بعدم التقدير والمكانة.
- عدم وجود مقاييس واضحة للفعالية أو التقدم وعدم تحفيز الموظف بعد إنجازه وغياب نظام المكافآت.
- وأيضاً السفر المتكرر، لساعات طويلة، أو صعوبة بيئة العمل.
- وعدم تحقيق التوازن بين توقعات المديرين وزملاء العمل والجهات المانحة والمستفيدين والأسرة والموظف نفسه
- عدم التقدير والإنصاف، أو ردود الفعل أوالتحيز وسوء الفهم.
إنه انسان يحترق ويشتعل وإن أثار احتراقه المهني على حياته العائلية والمهنية ومشاعره جعله أكثر كآبة وغضب.
وقفتُ أمام مكتبه وفكرتُ كيف نقدم له المساعدة؟
بدايةً توجهتُ لغرفة مديره وزملائه وشرحتُ لهم عن الاحتراق الوظيفي وعن زميلنا الذي يحترق في مكتبه وشرحتُ لهم أنه يجب عليهم تقديم العون له ويجب على مديره إعادة تقييمه وشرح نقاط القوة عنده وتدعيمها والعمل على تسيير تدريبات لتطوير الأداء.
ويجب شرح ونقل الثقافة التنظيمية بين الموظفين والعمل على خلق بيئة منظمة بشكل أكبر.
والتركيز على الراحة وإتاحة الوقت الكافي للراحة خلال العمل وبعده وأيضاً إتاحة الوقت لرؤية الأسرة والقيام بأنشطة اجتماعية وشخصية ممتعة.
والتركيز على الراحة وإتاحة الوقت الكافي للراحة خلال العمل وبعده وأيضاً إتاحة الوقت لرؤية الأسرة والقيام بأنشطة اجتماعية وشخصية ممتعة.
أستجاب الزملاء للنصائح وخلال فترة قصيرة بدأت النار تخمد وبدأ زميلنا يشعر بالمزيد من الراحة.
بقلم: ماهر دعبول .