بين رواية ورواية أغوص وأتوه في بحر من الأفكار التي تتلاطم وتتلاطم وأتعثر أحياناً وأنا أحاول الوصول إلى رؤية جديدة، لفكرة جديدة، لكلمة تعبر عن فوضاي وتعبر بي إلى فوضاكم..
لكن هذه المرة كان الوضع مختلفاً..
كنتُ وسط هذا البحر الذي كنت أبحث فيه عن رواية جديدة، اقتربتْ يد الرُبانة وأدارتْ دفة القارب نحو عَنَاة، نحو اللاذقية نحو أوغاريت، لتبدأ الحكاية..
عَنَاة..
الاسم الأوغاريتي وهو اسم الهة كانت تُعبد في مدينة أوغاريت وهي الهة الحب والحرب..
نعم الحب والحرب مع كل التناقض الذي يحمله هذين الضدين إلا أن عَنَاة جمعتْ بينهم…
ليست قصة عابرة ولا رواية تمر كعابر سبيل..
إنها الرواية التي تسافر بك وتترك على أبواب الميثولوجيا السورية.
قصة حب لعاشقين في مكان وزمان لم يكونوا مكان وزمان للحب..
جاءت الفكرة هذه المرة لأضبط التقويم الأدبي على الألفية الثانية قبل الميلاد عند الساعة الثانية عشر ليلاً ليتغير العالم.
عثمان وكارمن يبحثون عن السر الكبير، عن الحقيقة، فيدخلون في دوامة كبيرة ورحلة عظيمة يتحولون فيها من شخصين عاديين إلى متمردين على الوقت والحرب.
عَنَاة، هي رواية المرأة، فتغوص في سيكولوجيا المرأة وبواطنها وتغوص في جوهر المرأة العاشقة، المرأة الثائرة، المرأة الإنسانة، المرأة التي تغير العالم..
عناة، هي رواية تطرح الكثير من الأسئلة المتمردة وغير المتوقعة، فهي رواية سقراطية الأسئلة، تسعى لتوليد الحكمة والمعرفة..
فاستعد لتجيب على الأسئلة التي ستقلقُ راحة فؤادك..
عَنَاة؛ ليست قصة واحدة، وليست قصة عثمان وكارمن فقط..
إنها أسطورة، أسطورتنا جميعاً..
قيمنا وأحلامنا وعشقنا وتناقضاتنا وصراعنا وخلافنا..
في النهاية لا تنسوا أن تلفظوا عَنَاة بالشكل الصحيح فعناة تغضبُ سريعاً إنها
" عَ نَ ا ة "
تحضروا وتفكروا وخذوا نفساً عميقاً قبل أن تضعوا قدمكم اليسرى على قارب عناة، فعناة لا تحب اليمين..
وتذكروا فهذه الرواية ستفاجئكم …
اسميتها عناة..
بقلم: ماهر دعبول