في كثير من الأحيان
نفكر كيف نستطيع تغيير الأشياء حولنا أو حتى تغيير بعض الأمور فينا؟
ونحاول جاهدين إحداث
هذا التغيير الذي نريده.
التغيير حتمي.
كل شيء سوف يتغير، في
كل لحظة تتغير الأمور من حال إلى حال ولا شيء ثابت.
نحن نتغير، نتغير مع
كل لحظة وثانية وتجربة ومعلومة.
نتغير مع كل لحظة حزن
وسعادة.
لكن يجب أن ندرك ونعي
هذا التغييرات التي تحصل حولنا وداخلنا ونقودها.
أن نضمن تغيرنا
للأفضل.
إذا أردنا تغيير
حياتنا
يجب أن نغير أنفسنا.
التغيير التدريجي:
غالباً ما نرغب تغيير
بعض أمورنا الشخصية كرغبة شخص ما في خسارة وزنه أو تعلم لغة جديدة أو تعلم مهارة
أو تغيير طبع ما لديه كالعصبية أو الكسل.
كثير من الأشخاص يبدأ
رغبته في تغيير شيء ما باندفاع كأن يبدأ تعلم اللغة أو الرياضة بنشاط كبير ويظل
على اندفاعه لفترة قصيرة حتى يخبو اندفاعه ويترك التعلم والرياضة بعد فترة قصيرة.
إن تغيير الأمور
والصفات الشخصية تتطلب منا تغيير تدريجي ومناسب ومتوازن كتغيير طبع لدينا أو صفة وتغيير
نمط حياتنا.
منذ سنوات كنت أكتب
بخط سيء جداً، حتى أني كنت لا أجيد قراءة خطي وأفضل ما يمكن أن يصف خطي في الكتابة
عبارة "خرابيش الدجاج"
لكن كانت لدي حينها
الرغبة في تغيير طريقتي في الكتابة لتكون مفهومة وجميلة وودت أن أمتلك خط بهي.
لم أنجح في البداية
ولم أستطع تغيير خطي دفعة واحدة حيث يعتبر هذا مستحيلاً ومرهقاً.
لكن بعد ذلك بدأت
تحسين وتغيير طريقة كتابة الحروف بشكل منظم ومتدرج حيث بدأت أتدرب وأغير طريقة
كتابة حرف واحد بدلاً من محاولة تغيير طريقة كتابة كل الحروف.
فبدأت من حروف واحد
وحيث اعتدت على كتابة الحرف بطريقة جميلة وصار بشكلها الجديد مهارة تلقائية انتقل للحرف
التالي وهكذا حتى غيرت
طريقة كتابة كل
الحروف وحصلت على خط جديد مختلف كلياً وأفضل بكثير من سابقه.
هذا بالضبط ما أقصده
بالتغيير التدريجي، الذي يجب أن نطبقه لتغيير الأمور المرتبطة فينا، فمثلا لو كان
أحدنا يعاني من سرعة الانفعال ويريد تغيير هذه الصفة ليكون صبور أكثر، لا يمكنه أن
يصبح صبوراً، حليماً في يوم وليلة.
بل يجب أن يقوم
بتغيير هذه الصفة بشكل متدرج، مثلا أن يبدأ حين يشعر بالغضب بشرب الماء، فكلما شعر
أنه غاضب يشرب كوب ماء وحين يعتاد ذلك يتوضأ أو يغسل وجهه بالماء كلما شعر
بالانفعال، وينتقل بعدها للقراءة وللكتابة أو أي نشاط يشعره بالرحة وفي النهاية
يستطيع ضبط انفعاله ومناقشة القضايا المستفزة بهدوء أكثر وهذا يتطلب رغبة وجهد وصبر
وتدرج بالطبع.
التغيير التدريجي
نحتاجه في كثير من الجوانب الحياتية، مثلا الحصول على عادات صحية جيدة، القراءة،
الرياضة، المهارات، اللغات والكثير من الأمور.
التغيير المباشر:
بعض القضايا في
حياتنا لا تحتمل التدرج وتتطلب منا تغيير مباشر وسريع.
وغالباً هذه
التغييرات مرتبطة بمسار حياتنا واختيارنا.
فعندما نجد أنفسنا في
الطريق المظلم أو في الطريق الخاطئ يجب أن نغير الطريق بسرعة وبشكل مباشر.
عندما نسير في طريقٍ
نجد أنفسنا فيه بعيدين عن ذواتنا وجوهرنا حينها يجب أن نغير الطريق.
حين نكون في المكان
الخطأ أو مع الشخص الخطأ يجب أن نغير الطريق.
حينما يتعلق الموضوع
بأمننا وصحتنا وألمنا وحزننا ويجب أن نبتعد عن الأسباب بشكل مباشر.
في النهاية...
التغيير حتمي
كل شيء على الأرض
متغير
لا يوجد ثبات على هذا
الكوكب.
كل شيء يتحول من حال
إلى حال
لذلك لنحرص عندما
نتغير أن نتغير من حالنا إلى حالة جديدة أفضل وأكثر نجاحا وجمالاً.
هيا، لنقد التغيير.
ماهر دعبول