الدعم والإرشاد النفسي عن بعد

 


الدعم والإرشاد النفسي هو تقديم خدمات الإرشاد والمساعدة النفسية للمحتاجين لها في بيئة افتراضية وهو ذاته الإرشاد النفسي الذي يمكن اقتباس تعريفه من منظمة الصحة العالمية وهو العملية التي تستخدم فيها المهارات النفسية والتوجيهية والتعليمية والتطويرية والتثقيفية للمساعدة في تطوير قدرات الأفراد وتحسين جودة حياتهم وزيادة صحته النفسية.

ومن هنا يمكننا أن نعرف أن الدعم والإرشاد النفسي (عن بعد) يهدف إلى استخدام التقنية الحديثة والقدرات التقنية المتاحة لتقديم الدعم النفسي الرسمي والمناسب للمحتاجين أينما كانوا وبأفضل طريقة ممكنة.

 

الأدوات لتقديم الدعم والإرشاد النفسي عن بعد:

أولاً: برامج المكالمات المباشرة:

العلاقة الإرشادية بين المرشد أو الداعم من جهة والعميل أو المستفيد من جهة أخرى تتم من خلال البيئة الافتراضية وهنا يجب على العميل اختيار عدد من تطبيقات المكالمات المباشرة التي يجب استخدامها لإجراء الجلسات الفردية مع المستفيد من خلالها ويجب أن يراعي الخصوصية والسرية خلال هذه الجلسات وأيضاً خلال استخدام هذه التطبيقات وتجنب تسجيل الجلسات الخاصة بالعميل والحفاظ على سرية بياناته ومعلوماته.

ومن هذه البرامج: غوغل ميت، زوم، سكايب، واتس أب.

 

ثانياً: برامج الاختبارات والمقاييس:

يحتاج المرشد خلال العملية الإرشادية إلى استخدام مجموعة من المقاييس المختلفة منها المقاييس الذاتية التي يمكن أن يجريها المستفيد بنفسه ومنها المقاييس التي تعتمد على طرحه للأسئلة وبالإضافة إلى المقاييس الأدائية وبسبب بعد المسافات والتواصل الإلكتروني، فيحتاج إلى أدوات تساعده على إجراء هذه الاختبارات بصورة فعالة ومناسبة وبطريقة تحقق النتائج المطلوبة وهناك العديد من المواقع التطبيقات التي تساعد في هذا السياق.

منها: غوغل فورم

 

ثالثاً: تحليل البيانات:

يحتاج المرشد إلى تحليل البيانات التي يحصل عليها من المستفيد وتحليل المقاييس والربط بينها وإيجاد العلاقة بينهم ولذلك يحتاج لأدوات توفر الوقت والجهد وتساعده في الوصول إلى تحليل جيد للبيانات

ومنها أدوات الذكاء الصناعي وبرنامج اكسل.

 

رابعاً: برامج جدولة المواعيد والمهام:

يحتاج المرشد النفسي إلى تقنيات تساعده في ضبط وجدولة المواعيد والمهام وذلك بسبب طبيعة العمل الافتراضية ولذلك يحتاج لتطبيقات تساعده في جدولة المهام وتذكيره بالمواعيد المهمة الخاصة به.

ومنها: برنامج To Do    وبرنامج مهامي والمساعدات الصوتية.

 

خامساً: العقود الإلكترونية:

يحتاج بالطبع العامل في مجال خدمات الصحة النفسية إلى توقيع العديد من العقود المهنية وتوقيع خطط التدخل وربما توقيع أولياء أمور الأطفال وهذه سيتطلب منها إيجاب آلية رسمية لتوقيع المستندات من الطرفين ويمكنه ذلك باستخدام تطبيق: Adobe acrobat


مميزات الإرشاد والدعم النفسي عن بعد:

الوصول الفعال:

تتيح خدمات الدعم النفسي عن بعد الوصول لها دون قيود فيمكن لأي شخص أينما كان يقيم وفي دولة الوصول لهذه الخدمات بمجرد توفر الانترنت لديه والحصول على الدعم النفسي اللازم وتحقيق التطور الاستفادة من الخدمات رغم قيود الوصول التي تمنعه من الوصول إلى خدمات الدعم النفسي في محيطه ومنها بعد المسافة وقلة الخدمات والأسباب المتعلقة بالأمن.

الخصوصية:

يعاني الأشخاص الذين يقومون بزيارة مراكز تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي من تحديات عديدة ومنها الوصمة الاجتماعية والتحديات الأمنية ولذلك يعتبر تقديم الدعم والإرشاد عن بعد فرصة ممتازة للأشخاص الذين يعانون من ظروف اجتماعية ويحرصون على خصوصية وسرية معلومة أنهم يتلقون الدعم.

التكلفة الأقل:

حيث يمكن للمستفيد الوصول للخدمات بأقل تكلفة ممكنة ففي حال كانت الخدمات مجانية تقدم من منظمات غير حكومية يمكن للمستفيد توفير تكاليف المواصلات وفي حال كانت مدفوعة بالطبع كانت ستكون تكاليف الخدمات المقدمة عن بعد أقل من تلك التي تقدم في مركز رسمي.

التنوع والخيارات المتعددة:

توفر خدمات الدعم والإرشاد النفسي عن بعد فرصة للمستفيدين لاختيار الداعم  الملائم والمناسب لهم وذلك بسبب توفر العديد من الخيارات فيمكن لشخص يسكن في إحدى دول أوربا التواصل مع مرشد نفسي من قارة آسيا والعكس وهذا يوفر تنوع في الخيارات.

في ختام هذه المقالة، نجد أن الدعم والإرشاد النفسي عن بعد يعتبر تقدمًا مهمًا في مجال الصحة النفسية والتطوير الشخصي. يُظهر هذا النهج القدرة على تلبية احتياجات الأفراد في جميع أنحاء العالم بكفاءة وفعالية. ونظرًا للتقنيات المتاحة والأدوات المذكورة في المقالة، يمكننا القول بأن الدعم والإرشاد النفسي عن بعد له العديد من المزايا البارزة.

 

أحد أهم تلك المزايا هو الوصول الفعال، حيث يمكن للأفراد الوصول إلى الخدمات بسهولة دون قيود مكانية، مما يساعدهم على الحصول على الدعم النفسي اللازم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. بالإضافة إلى ذلك، تُمكِّن خدمات الدعم عن بعد الأشخاص من الاستفادة من الخصوصية والسرية أثناء الجلسات النفسية، مما يساعد على تحقيق تقدم أكبر في تحسين حالتهم النفسية.

 

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الدعم والإرشاد النفسي عن بعد بديلاً اقتصاديًا ميسرًا حيث يمكن للأفراد توفير تكاليف السفر والزمن. ويقدم هذا النهج مجموعة متنوعة من الخيارات للمستفيدين، مما يتيح لهم اختيار المرشد أو الداعم الذي يناسب احتياجاتهم بشكل أفضل.

 

في النهاية، يمكن القول أن الدعم والإرشاد النفسي عن بعد يمثل تقدمًا مهمًا في مجال تقديم الخدمات النفسية، حيث يتيح للأفراد الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه بسهولة وفعالية، ويساعدهم على تحسين جودة حياتهم وصحتهم النفسية. وبفضل التكنولوجيا الحديثة والأدوات المتاحة، يبدو أن هذا النهج سيستمر في التطور والتوسع في المستقبل لتلبية احتياجات المزيد من الأفراد في جميع أنحاء العالم.


بقلم: ماهر دعبول

 

 

 


إرسال تعليق

أحدث أقدم