حينها سيكون عليك البحث عن الماء فأنت أمام خيارين إما الموت أو الماء.
فالنجاح هنا هو الماء، هو عثورك على الماء والبقاء على قيد الحياة.
وعندما تحصل على الماء ويذهب عطشك ستفكر بالطعام وتبحث عنه.
وهذا هو النجاح..
يختلف النجاح بالنسبة لنا من وقت لآخر ومن شخص لآخر ومن حالة لآخرى.
فالنجاح بالنسبة للإنسان قبل 100 عام يختلف عن النجاح اليوم والنجاح يختلف بين شخص يعيش في الشرق الأوسط وشخص يقيم في إحدى دول الإتحاد الأوربي.
ويختلف حتى بينك وبين أخيك ولو كنتم توأم.
والنجاح بالنسبة لكَ اليوم يختلف عن النجاح بالنسبة لك في المستقبل.
وهذا بدوره يغير معنى الفشل الذي ليس له معيار ثابت، فما تراه أنتَ فشلاً قد يراه غيرك نجاح.
لست هنا للحديث عن النجاح فهناك الكثير من الكتب التي تحدثت عنه ولكن أود الحديث عن الفشل.
أعتقد أن أول فشل واجهنا جميعاً في حياتنا كان خلال محاولتنا تعلم المشي ونحن أطفال.
فالتعثر الأول والسقوط الأول لنا هو أو فشل وأول تحدي حقيقي في حياتنا ولكن استمرار محاولة الطفل لتعلم المشي بمساعدة عائلته وتشجيعهم سيجعل من عضلات قدميه أقوى ويطور قدراته على التوازن.
إن قدرة الطفل الفطرية للاستمرار في المحاولة والتعلم من الفشل والعثرات هي التي حققت نجاحه الأول.
وهذا ما يجب أن نحافظ عليه.
أن نحافظ على قدرتنا الخارقة للنهوض بعد كل عثرة والتعلم من كل خطأ و فشل.
وتحويل الفشل لإنجاز.
قال لي شخصٌ ذات يوم مقولة رسخت في ذاكرتي وحفزتني دائماً وهي:
" ليس الفخر ألا نسقط
بل أن ننهض كلما سقطنا."
لا تتخيل يوماً أنك ستنجح بشكل كامل أو ستفشل بشكل مطلق.
في داخل كل فشل نجاح وفي داخل كل نجاح فشلٌ ما.
والنجاح الحقيقي هو حصولنا على السعادة.
السعادة والرضى والطمأنينة هم النجاح الأكبر.
بقلم: ماهر دعبول