طريق النجاح


نسعى نحو النجاح راكضين بكل قوتنا محاولين جهدنا أن نصل إلى الغاية التي نريدها، قف في الشارع وانظر إلى الناس حولك، كلٌ في سعيه والكل يخطو إلى غايته وأنت أين غايتك؟

الأب يمشي في دروب العمل ساعياً توفير قوت يومه وحاجات أسرته والطالب الذي يسير كل يوم إلى المدرسة ولسنين يظل يستفيق باكراً ساعياً للعلم والدراسة والبعض يسعى إلى المال وبعضٌ آخر إلى الشهرة وكثيرة هي غايات الناس فما هي غاياتك؟

فكر لخمس دقائق أو لعشر وربما أكثر، ما هي غاياتك في هذه الدنيا؟

ربما مر وقت طويل ولم تفكر حتى اليوم بجوابك الخاص، تلك الإجابة التي لم يمليها عليك أحد ولم تتأثر فيها بالمظاهر، هل وجدت إجابتك الخاصة؟

الآن ابحث عن النجاح...

 

النجاح تلك الكلمة التي وبسبب الإعلام والمجتمع تشكل لها معنى مختلف عن معناها الحقيقي، إن الناس اليوم تنظر إلى النجاح على أنه التفوق، فالناجح في عيون معظم الناس هو الشخص الذي يتفوق على غيره من الأقران في دراسة أو عمل لكن النجاح ليس كذلك ونحن جميعاً لسنا مطالبين بالتفوق، بل نحن نحتاج فقط النجاح نحتاج الفلاح.

النجاح هو تحقيق أهدافنا، ببساطة هو الوصول إلى الغاية التي نريدها، هو الرضى عن النتيجة التي وصلنا لها، الطلاب في الثانوية العامة يعملون ويدرسون لعام كامل سعياً إلى النجاح ولكنهم وبسبب أفكار لديهم وبسبب ضغوط المجتمع يسعون نحو التفوق بدلاً من النجاح وهذا خطأ كبير ولذلك نرى أن المجتمع يُقدر الطلاب الذين يحصلون على الدرجات الأعلى وأن الأهل لا يقدرون إلا المتفوقين.

لكن لكلٌ منا قصته الخاصة وظروفه الخاصة ونجاحه الخاص.

علينا أن ندرك منذ البداية أننا مختلفون وأن بيننا فروق كثيرة، لكل منا معدل ذكائه الخاص، بعضنا ورث عن أهله معدل ذكاء أعلى من الآخر وهذا طبيعي وربما لدينا نوعاً مختلفاً من الذكاء، وهذا بالطبع سينعكس في تحصيلنا وخاصة أن التعليم التقليدي يتطلب في معظم الأحيان ذاكرة قوية فقط.

فهناك ذكاء لغوي وذكاء بصري وذكاء عاطفي واجتماعي وأنواع أخرى ربما علينا التفكير والتجريب حتى ندركها ونستغلها في حياتنا.

نحن أيضاً مختلفون في ظروف حياتنا، وإن الاختلاف في ظروف الحياة وظروف التعلم بالطبع سيؤدي إلى اختلاف النتيجة.

النجاح هو الوصول إلى غايتك، فإذا كنت ترغب بدخول قسم معين في الجامعة واستطعت دخوله بعد انتهاء العام الدراسي فأنت ناجح وإذا فشل زميلك في دخول قسم أخر هو يريده فقد فشل وتعثر، حتى لو كانت درجاته أكثر من درجاتك.

ربما تكون غاية البعض التفوق، ولكن الأفضل أن تفكر بداية في النجاح.

 

نصائح في طريقك للنجاح:

أولاً: كن أنت:

ابحث عن نفسك، اعرف من أنت وماذا تريد وإلى أين تريد أن تصل، لا تكرر تجربة غيرك ولا تعش قصة عاشها شخص آخر، ابحث عن اهتماماتك وميولك وقدراتك واسلك دربك الخاص، ضع هدف النجاح الخاص بك في الحياة والعمل والدراسة.

 

ثانياً: ضع خطة:

التخطيط الجيد يعني نتائج جيدة وهنا يجب عليك وضع خطة للوصول إلى أهدافك، خطة طويلة الأمد والتي تتضمن كيف ستحقق أهدافك خلال المدى الطويل وهنا يعني خطة استراتيجية تتضمن كل الممارسات التي ستصل بك للهدف، وأيضاً ضع الأنشطة التي تحتاجها لتحقيق الخطة الكبيرة والهدف الكبير الذي تريده.

الخطة طويلة الأمد، هي تتضمن إجابات الأسئلة التالية:

كيف سأحقق الهدف النهائي؟

ما هي الأنشطة التي أحتاجها؟

مثلا وبالنسبة لطالب الثانوية العامة، سيفكر كم ساعة يجب أن يدرس وما الكمية التي سينهيها كل شهر وكم مرة سيقوم بدراسة المنهاج كاملاً قبل بدأ الفحص.

ما الأشياء التي ستدعمني في الدراسة؟

ما نقاط ضعفي وكي أقومها؟

ما هي أخطائي.

وأسئلة أخرى

جهز خطتك والتي تتضمن الأنشطة والأهداف والخط الزمني والنتائج المتوقعة.

ثالثاً: اطلب نصيحة:

جميعنا نحتاج لنصائح ولمشورة الآخرين، وجهز خطتك واطلب رأي شخص تثق به وأيضاً ابحث عن الخبراء وأصحاب التجارب الذين يمكنهم دعمك ومساعدتك على اجراء تعديلات مقترحة على خطتك، ربما عليك زيارة مرشد نفسي أو تعليمي أو مهني إذا توفر وربما معلم أو زميل وربما أحد أفراد أسرتك، اكتب نصائحهم وضعها في الحسبان وكما يقال " النصيحة بجمل ".

رابعاً: التزم:

الآن دورك، ابدأ العمل طبق خطتك واعمل بجد وبذكاء واستثمر وقتك وجهدك بشكل صحيح حافظ على الالتزام وعلى القيام بجميع الأنشطة المطلوبة منك، قم بذلك على الوقت، احترم الوقت، الوقت من حياة وليس من ذهب، الوقت أثمن من الذهب بكثير.

خامساً: اعتني بنفسك:

لا تحرق نفسك ولا ترهق ذاتك حافظ على توازنك وعلى تركيزك، اعتني بنفسك جسدياً، مارس رياضة ما، تناول غذاء صحي، اشرب قدر كافياً من الماء، احصل على قسط كافي من النوم، وأيضاً اعتني بصحتك النفسية، كن ايجابياً، لا ترهق نفسك، تعلم تمارين الاسترخاء لخفض التوتر واجه مخاوفك واطلب المساعدة حين تحتاج.

سادساً: بعض الأخطاء لابد منها:

ربما تتعثر خلال مشاورك للنجاح ربما يمر يوم، أسبوع، أو شهر ولم تسر الأمور كما تريد، هذا طبيعي، لكن عليك اصلاح ذلك، ويمكنك إعادة الأمور إلى الطريق الصحيح بالعمل والخطط والجهد وهذا المطلوب منك.

 

سابعاً: هناك دائماً فرصة أخرى:

بالرغم من كل ذلك قد تجري الرياح بما لا تشتهي سفينتك وتفشل في الدراسة قد نرسب وفي العمل قد نفشل وحتى في العلاقات ربما تنتهي ولكن لا بأس هناك فرصة أخرى دائماً، يمكنك الدراسة مرة ثانية ويمكنك العمل من جديد ويمكنك بناء علاقات جديدة ولكن لا تقع في ذات الحفرة مرتين، تعلم من أخطاءك ولا تكررها وابدأ كشخص جديد.

في بعض الأحيان وعندما نسير في بعض الطرق قد نكتشف أننا كنا نسير في الطريق الخطأ، لا بأس ربما وضعت بالأساس غاية لا تناسبك وهدفاً لا يشبهك ووضعت خطة لن توصل إلى حيث تريد، وعندما تدرك أنك في الطريق الخطأ ونحو الهدف الخطأ لا تستمر في السير، اركض، اهرب وارجع إلى البداية وابدأ طريقاً يشبهك.

 

لدينا العقل وهذا الأهم.

لدينا عقولنا التي تعرف الخير وتعرف الشر وتعرف الخطأ وتعرف الصحيح لذلك استخدم عقلك وفكر وابدأ.

كل يوم هو فرصة لبداية جديدة، بداية أفضل، بداية أكثر إيجابية، بداية تشبهنا.

وأن نسعى دائماً لنهايات تشبهنا، نهايات كلها ليس تفوقاً، بل نجاحاً.

التفوق الوحيد الذي ينبغي أن نسعى له هو تفوقنا على أنفسنا.

والعاقبة دائماً بالخواتيم.


بقلم: ماهر دعبول


2 تعليقات

  1. اكثر من رائعة ومعلومات مفيدة جدا.... لدينا للعقل وهو الاهم

    ردحذف
  2. كنت رائع
    كما عودتنا كل مرة

    ردحذف
أحدث أقدم