القراءة الفاعلة | ماهر دعبول




القراءة هي الكلمة التي تشير  لغةً إلى فهم وتفسير الرسوم الخاصة بالأبجدية اللغوية وتحويلها إلى معاني والتي تتطور لتصبح مهارة تتم بطريقة غير شعورية.

أما القراءة بمعناها الحقيقي فهي فهم النصوص و القطع اللغوية ونقدها وتفسيرها وفهم الغايات والمكنونات المتخفية خلف ظواهر النصوص والغوص في بواطن الحرف.

وفقاً لشركة غوغل التي تملك أضخم محرك بحث فإن العدد التقريبي لكافة الكتب التي تم نشرها في التاريخ الحديث يبلغ 130 مليون كتاباً. 
وهذا يتطلب منا عقلاً راجحاً يحسن الاختيار ومنهجية منطقية تساعد على الانتقاء وقراءة فاعلة تسير بنا لفحوى الكتب.

القراءة الفاعلة و الفعالة:

ينبغي أن نبحث في جيدنا عن قراءة فاعلة تسير بنا في الركب الحضاري وتحملنا ومجتمعنا في سفينة الحضارة لكي ننجو من فوضى الزمن الحديث ولكي نكسر أصنام ابراهيم ونسير مع موسى فنشق البحر إيماناً و نتبع الأسباب مع ذي القرنين ولننتصر في بدر يومنا هذا.

قراءة فعالة تكون الدواء لجهلنا والجبر لكسرنا وترعة ماء في عطشنا وقراءة تحول كل واحد منا إلى قنديل ضوء في طريق التحضر والترفع والسمو.

القراءة التي تنهض بالفرد والمجتمع 
فكيف نقرأ بفاعلية وفعالية ؟؟

حتى يجبر الكسر  ويندمل الجرح يجب أن نحدد ونعرف جرح وكسر وسقم مجتمعاتنا وبعدها نبحث عن الكتب الترياق والكتب الجبيرة.

مواضيع تستوجب الوقوف عندها :

1. الكتب الدينية :
لأن الاعتقاد والإيمان هو محور ارتكاز في دائرة حياة كل واحد منا، يجب أن نقرأ في وحول اعتقاداتنا أن نبحث بحثاً نقدياً يهدف للتيقن من المنهج والتطلع إلى معرفة يقينية أصيلة وأن ننطلق في فهمنا لنسمو بهم لنفهم الدين بشكله الصحيح ومن كتبه حتى يتثنى لنا الانطلاق في جل تشاريعنا وممارساتنا وأخلاقيتنا لهذا المعتقد الذي يلعب في حياتنا دور الرأس من الجسم فإذا سلم وصلح صلح حالنا وإذا فسد فسد حالنا وأضعنا البوصلة.

2. الكتب التاريخية:
إذا ما انطلقنا من جهلنا في الماضي والتاريخ فأول ما يجب أن ننطلق لنقرأه هو كتب تقص تاريخ حضارتنا وتحكي عن خبرات أجدادنا وجراحهم وحروبهم وبطولاتهم وهزائهم.
نتعلم كيف تبنى حضارة وتزدهر و كيف تنهدم حضارة وتندثر.

3. كتب التربية:
لأن الأطفال هم براعم تزهر في ربيع الغد يجب أن نتعلم كيف نسقي تربتهم وكيف نرعاهم ونساعدهم على النمو والتطور .
كثيرٌ من المشاكل المجتمعية التي نعاني منها اليوم كانت بسبب خطأ تربوي بالأمس.
 فقد أثبت العلم اليوم أن أثر التربية يمتد ويؤثر في شخصية الفرد وصحته الجسدية والعقلية وكما قد يحكم على دوره الاجتماعي ومستقبله التعليمي وقد يجعل منه شرطياً أو لصاً 
مفسداً أو مصلحاً..
لذلك يجب أن تكون من أولوياتنا أن نقرأ في التربية وطرائقها وتقنياتها الحديثة.

4. الأدب والشعر:
الأدب هو نوع من أنواع التعبير الراقي عن المشاعر الإنسانيّة التي تجول بخاطر الكاتب والتعبير عن أفكاره، وآرائه، وخبرته الإنسانيّة في الحياة وذلك من خلال الكتابة بعدّة أشكال سواء أكانت كتابة نثريّة أو شعريّة، أو غيرها من أشكال التعبير في الأدب.

 وإنّ الأدب ما هو إلّا نتاج فكريّ يشكّل في مجموعه الحضارة الفكريّة واللغوية لأمّة من الأمم وهو انعكاس لثقافتها ومجتمعها.

أمة بلا أدب هي أمة بلا حضارة
و اتساع المنتج الأدبي لأمة ما هو دليل على عراقتها وأصالتها.
والقراءة في الصفحات الأدبية لأمتنا والأمم الأخرى يساعدنا على فهم الأمم من عدة مناحي وهي : الناحية الاجتماعية والفنية والتاريخية والسيكولوجية و ..الخ.

كما تعد القراءة الأدبية الأمتع بسبب جمالية النصوص و فنيتها وإتقانها وقدرتها على الإبهار.

5. الكتب التخصصية:
القراءة في التخصص العلمي تنمي المهارة وتطور المعرفة وتصقل الخبرة وتتركنا على إطلاع  جيد بجديدالعلوم و اتساع قاعدته ونموه وكما تساعده في عملية البحث العلمي و مواكبة المجتمع العلمي ذي الصلة.
وكما يسمح لنا قراءة الكتب المتخصصة بالتطور المهني و الارتقاء الوظيفي حيث تساعدنا على تحقيق انجازات مهنية و القيام بأعمالنا بجودة أكبر ودراية أكثر .

القراءة نهر يفيض معرفة وشمس تضيء علماً ويداً تأخذنا إلى عالم أكثر حضارة وجمالية , لذلك يجب أن نقرأ وأن نحرص على فاعلية وفعالية جهدنا الفكري بين صفحات الكتب ولفافات الورق.

لنتفكر ونقرأ...


القراءة الفاعلة
لافتة ثقافية

بقلم: ماهر دعبول

إرسال تعليق

أحدث أقدم